لماذا بكت ابنة حاتم الأصم ؟؟!!
حاتم الأصم : هو أبو عبد الرحمن حاتم بن عنوان المشهور
بحاتم الأصم واشتهر بذلك لأنه لما جاءته امرأة فسألته عن
مسألة ، فاتفق أنه خرج منها صوت في تلك الحالة فخجلت
،فقال حاتم : ارفعي صوتك فأوهمها أنه أصمّ فسرَّت المرأة
بذلك وخرجت تقول للناس : ماأفقهه لولا أنه أصم فلقّب بحاتم الأصم.
يحكى أن حاتم الأصم قال لأولاده ذات يوم إني أريد الحج وكان
فقيراً، فبكوا وقالوا: إلى من تتركنا؟
فقالت ابنته الصغيرة لهم: اسكتوا دعوه فليس هو برزاق إنَّالله
هو الرزاق ذو القوة المتين، فاقتنعوا بكلامها وأذنوا له بالسفر ...
فلما سافر باتواجياعاً ليس عندهم ما يأكلونه وجعلوا يوبخون
البنت، فدعت بسرها قائلة:
"اللهم لاتخجلني بينهم"،
ومر يومان على هذه الحالة وهم يزدادون جوعاً وبنفس الوقت
يزدادون توبيخاً لهذه البنت المؤمنة الواثقة بربها ...
وفي الوقت الذي كانوافيه على هذه الحالة كان أمير البلد الذي
هم فيه خارجاً في رحلة للقنص والصيد وبعد انتهائهمن
الرحلة وبالتحديد عند دخوله أول البلد شعر بعطش شديد وأراد
أن يشرب الماء لكنوافق أن جميع المياه التي في الموكب
نفدت ... واشتد به العطش ...
فقال لأحدجنوده اذهب إلى هذا البيت واطلب منهم شربة ماء ...
فامتثل الجنديالأمر وطلب شربة ماء للأمير ووافق أن أهل هذا
البيت هم أهل حاتم الأصمولما ناولوه الماء وشربه الأمير
فاستطعمه وكأنه يشرب الماء لأول مرة من شدة العطش ...
نوى الأمير أن يكافئ أهل الدار الذين سقوه الماء فسأل: بيت
من هذا؟
فقال له أحد حاشيته إنه بيت حاتم الأصم يا مولاي - وكان
حاتم معروفاً بالصلاحعند أهل البلدة - وأخبره إنه ذهب للحج
ولم يترك لأهل بيته النفقة الكافية ...
ما إن سمع الأمير بهذا الخبر حتى رمى المنطقة التي كان
يلبسها من ذهب -الحزام الذي يلبسه- وقال لأصحابه: من
أحبني فليفعل مثل فعلي ... فرمى حاشيته كلهممناطقهم
الغالية، فجاء أحد التجار واشتراها كلها بمال جزيل فاستغنى
أهل حاتم الأصم ...
وطارت زوجة حاتم وبناتها من الفرح ولم يصدقوا ما حل بهم
منتحول من فقر مدقع إلى غنى فاحش ... وكلهم كانوا
يضحكون غير مصدقين إلا البنت الصغيرة فإنها جلست تبكي !!!
فقالت لها أمها مستغربة: ما يبكيك وقد وسعالله علينا؟
فقالت: مخلوق نظر إلينا نظرة واحدة فاستغنينا...
فكيف بالخالق جل جلاله الذي سخر لنا هذا المخلوق .