هل يمكن الاستغناء عن الفلسفة؟

موضوع المقالة=هل
يمكن الاستغناء عن الفلسفة ؟

الطريقة=جدلية

مقدمة

إن المسالة الفلسفية المتمثلة
في قيمة الفلسفة و أهميتها بالنسبة للإنسان و الانسانية من أهم المسائل التي طرحت
في الفكر الإنساني عامة و الفكر الفلسفي خاصة حيث أثارت تناقضا و جدلا في الرؤى و
الآراء بين جموع الفلاسفة و المفكرين و العلماء و المهتمين فهناك من يرى بضرورتيها
و عدم الاستغناء عنها في حين يرى طرف آخر بعدم حاجتنا لها و إمكانية التغاضي
عنها.فأي الرأيين على صواب يا ترى ؟ و إلى أي مدى وفق كل طرف في إثبات رأيه؟

التوسيع

الأطروحة 01=

يرى جل العلماء و عامة الناس من
انه يمكن الاستغناء عن الفلسفة و تعويضها بالعلم لأنها تعالج مواضيع لاعلاقة لها
بالواقع المحسوس

حجج

حجة01=يؤكد العلماء من أن
الفلسفة تؤدي إلى الاختلاف و التناقض و لا
تؤدي إلى الاتفاق.و أن الذي يحقق ا الأخير إنما هو العلم لأنه يوصلنا إلى بناء
قرانين تسمح باتفاق العقول فكل سؤال تطرحه إلا و يقدم له إجابة محددة و ثابتة أما
الفلسفة فتطرح أسئلة لا وجود لإجاباتها و إن وجدت فإنها تثير الاختلاف و التناقض و
مثال ذلك =ما أصل المعرفة؟ و في الفلسفة يتحول كل جواب إلى سؤال جديد و هذا ما
يؤكده كارل ياسبرس أما العلم فيصل إلى القانون النهائي كقانون الجاذبية

حجة02=يرى عامة الناس من أن
الفلسفة ثرثرة و كلام فارغ فحواراتها عقيمة لا تؤدي إلى نتيجة كما انه لا وقع لها
على ارض الواقع لأنها تعالج مواضيع ميتافيزيقية

مناقشة

صحيح أن العلم كما أكد العلماء
له مصداقية خاصة في العصر الحديث لأنه يوصل إلى الاتفاق و لكن ما عسانا نقول عن الأزمات
التي حلتها الفلسفة في خضم العلم و خاصة و أن العلم قد وقع في أزمات كبيرة ما كان
ليجد لها حلول لولا الفلسفة خاصة في الرياضيات من خلال أزمة اليقين و في الفيزياء
من خلال أزمة الحتمية.

الاطروحة02=

يرى الفلاسفة و بعض العلماء من
انه لا يمكننا الاستغناء عن الفلسفة و ذلك لأنها ذات قيمة في حياة الانسان و
الانسانية

حجة01=الفلسفة تقوم السلوك و
تعدل الأخلاق و تجعل الإنسان صاحب تصرفات ايجابية كما تجعل سلوكا ته متحضرة

حجة02=الفلسفة تعالج مواضيع لا
يعالجها العلم فمواضيعها ميتافيزيقية بعيدة عن الواقع المحسوس

حجة03=الفلسفة تعالج الأزمات
التي يقع فيها العلم

حجة04=الفلسفة تميز الأقوام
المتوحشة و الهمجية عن المتحضرة.

مناقشة

صحيح أن الفلسفة تساهم في خدمة الإنسان
و لكن يجب الأخذ بعين الاعتبار من إننا في إطار هذا الزمان نستخدم العلم و التقنية
أكثر من الفلسفة فإذا كانت الأمم في الماضي تتمايز انطلاقا من فلاسفتها فهي تتمايز
اليوم انطلاقا من علمائها و نظرياتهم.

التركيب

من خلال تحليلنا نصل إلى أن
الفلسفة مهمة و لا يمكن الاستغناء عنها خاصة في المواضيع الفلسفية و كذلك العلم
فهو مهم و لا يمكن ان نستغني عنه خاصة في المواضيع العلمية لذلك يجدر بنا أن نكمل
بين الفلسفة و بين العلم و هذا ما يؤكده ميدان "فلسفة العلوم" الذي بين
ذلك التكامل بين الفلسفة و العلم.

خاتمة

نستنتج مما سبق أنه لا يمكن
الاستغناء عن الفلسفة و ذلك لأنها إعمال للعقل البشري فالعقل الذي يتميز بالفضول و
حب الكشف للحقائق هو عمل متفلسف و إن كان العصر الذي نعيش فيه قد طغت عليه النزعة
العلمية