شبكة نبراس الجزائر
السلام عليكم
اهلا بك عززي الزائر
سجل معنا لتستفيد من كل مزايا موقع شبكة نبراس الجزائر
سجل في ثواني وتمتع لسنوات معنا
سرفرات مجانية في انتظارك و مفاجات كثيرة لا تحصى
شبكة نبراس الجزائر
السلام عليكم
اهلا بك عززي الزائر
سجل معنا لتستفيد من كل مزايا موقع شبكة نبراس الجزائر
سجل في ثواني وتمتع لسنوات معنا
سرفرات مجانية في انتظارك و مفاجات كثيرة لا تحصى
شبكة نبراس الجزائر
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبكة نبراس الجزائر ترحب بكل أعضائها الكرام | اسلاميات | تسلية | سياحة وسفر | تطوير مواقع | أحدث البرامج | واجمل الألعاب
 
نبراس الجزائرنبراس الجزائر  الرئيسيةالرئيسية  أحدث الصورأحدث الصور  دخولدخول  التسجيلالتسجيل  

 

 ~| بحثــــ... | حول التسامح ~ للسنة الأولى ثانوي .

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Djaboub
نائب مدير الموقع
نائب مدير الموقع
Djaboub


ذكر
ساهمت بـ : 2438
نقاطي : 30588
تميزي : 43
ولدت في : 07/11/1995
اشتركت في : 02/03/2010
عمري : 28

~| بحثــــ... | حول التسامح ~ للسنة الأولى ثانوي . Empty
مُساهمةموضوع: ~| بحثــــ... | حول التسامح ~ للسنة الأولى ثانوي .   ~| بحثــــ... | حول التسامح ~ للسنة الأولى ثانوي . Empty23/10/2011, 22:42

~| بحثــــ... | حول التسامح ~ للسنة الأولى ثانوي .

~| بحثــــ... | حول التسامح ~ للسنة الأولى ثانوي . 2969917263


التسامح او العفو هي كلمة دارجة تستخدم للإشارة إلى الممارسات الجماعية كانت أم الفردية تقضي بنبذ التطرف او ملاحقة كل من يعتقد أو يتصرف بطريقة مخالفة قد لا يوافق عليها المرء. تعد ممارسات النظم الشمولية نقيضاَ للتسامح وتسمى تعصباً. مصطلح التسامح أكثر شيوعاَ من مصطلحات أخرى مثل "القبول" و "الإحترام" التي تدين بها جماعات مختلفة.

التسامح كمفهوم يتضمن القدرة على إيقاع العقوبة إلى جانب القرار الواعي بعدة استخدام تلك القدرة. يستخدم مصطلح التسامح عادة للإشارة إلى الممارسات الجماعية غير المبرره في اي مجال كان وهي نادراً ما تفسح المجال للتصرفات العنيفة.

أثر التسامح في العلاقات الإنسانية

إن المجتمع الإنساني ينطوي على درجةً كبيرة من التباين والتوحد في الوقت نفسه, يتجلى التباين في العدد الكبير من الأعراق و الأجناس و الأديان و القوميات التي تحمل قيماً ومعتقدات تؤدي إلى ثقافات مختلفة, ويتجلى التوحد في أن كل أعضاء هذه الجمعيات يشتركون في كونهم يسعون للعيش بكرامة وسلام وتحقيق طموحاتهم ومصالحهم وعلى ذلك, فإن ما يجمع الناس هو أكثر مما يفرقهم, ولكن لماذا العنف والصراع و الحقد والكراهية التي يشهدها العالم اليوم ؟! وفي العصر الحالي فإن احتكاك المجتمعات بعضها ببعض وتشابك المصالح بينها نتيجة لثورة الاتصلات و المعلومات و المواصلات جعل من التسامح و التعايش و الاتصال و الحوار المفتوح ضرورات لا بد منها لتحقيق مصالح المجتمعات جميعها.إن العالم بحاجة إلى التسامح


أشكال التسامح ووسائله
ok للتسامح عدة أشكال تتعلق بالعلاقات الاجتماعة بين الأفراد و الجماعات و العلاقات بين الدولة وأبرزها ما يأتي:

التسامح الديني
قال الله تعالى: إن الذين امنوا و الذين هادوا و الصابئون والنصارى من ءامن بالله واليوم الاخر وعمل صالحاً فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون سورة المائدة آية (69)

التسامح في المعاملات
قال الله تعالى: ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون سورة المؤمنون: آية(96) التسامح الديني هي عدم التعصب للاديان

التسامح العرقي
قال رسول الكريم في خطبة حجة الوداع:إن أباكم واحدٌ, كلكم لآدم وآدم من تراب, إن أكرمكم عند الله أتقاكم, ليس لعربي فضل على أعجمي إلا بالتقوى. من خطبةِ حجة الوداع.

التسامح الثقافي
لكل مجتمع ثقافة التي من حقه أن يعتز ويحاول أن ينشرها.

وسائل التسامح
* الحوار العقلاني الهادف
* التهدئة.
* احترام حرية الآخرين.
* رحابة الصدر.
* إعطاء الأولوية للمصلحة العامة.
* التعليم و التثقيف.


تعريف مبدأ التسامح :
التسامح أو العفو كلمة دارجة تستخدم للإشارة إلى الممارسات الجماعية أو الفردية تقضي بنبذ التطرف أو ملاحقة كل من يعتقد أو يتصرف بطريقة مخالفة قد لا يوافق عليها المرء . والتسامح هو نقيض التعصب والتشدد. كما إن التسامح كمفهوم يتضمن القدرة على إيقاع العقوبة إلى جانب القرار الواعي بعدم استخدام تلك القدرة .

أنواع التسامح :
1- التسامح الديني
2- التسامح السياسي
3- التسامح الفكري

يعتبر التسامح الديني والسياسي وعلى مر العصور من أبرز جوانب مفهوم التسامح ، سيما وإن الخلافات في الإيديولوجيات الدينية والسياسية قد تسببت في حروب وحملات تطهير وفظائع لا تعد ولا تحصى . وقد نادى الكثير من فلاسفة عصر التنوير إلى التسامح الديني وكان لهم تأثير واضح في المجتمعات الغربية لكن هؤلاء الفلاسفة أهملوا الاهتمام لجانب آخر من التسامح لا يقل أهمية عن التسامح الديني ألا وهو التسامح السياسي . ففيما تسبب انعدام التسامح الديني في خلق المشاكل في العديد من مناطق العالم ، فإن الاختلافات في الإيديولوجيات السياسية لوحدها قد تسببت في مقتل مئات الملايين من البشر في القرن العشرين . لذا تتمثل رغبة المثقفين والأكاديميين المعاصرين في تطوير نظرية أكثر شمولاً للتسامح السياسي . وهذا مطلب يعتبر أمراً ملحاً في الغرب سيما وإن تأثير الدين على السياسة لا زال فـي تناقص مستمـر في أوروبا وأمريكا الشمالية . وإن عبارة ( هناك أمر واحد لا أتسامح معه وهو عدم التسامح ) لقائلها المجهول تظهر بأن هناك حدوداً لعدم التسامح والتعصب . إذ لا يمكن للمجتمع المتسامح التساهل مع التعصب الذي سيجلب عليه الدمار . إلا إن إرساء التوازن في هذا المجال يعتبر صعباً إن لم يكن مستحيلاً كون المجتمعات المتنوعة قد لا تتفق دوماً على تفاصيل الفكرة . حيث إن هناك الكثير من القضايا التي قد تكون موضع جدل وخلاف من دولة لأخرى من قبيل الفصل بين الدين والدولة والجنسية المثلية والتدخين وتناول الكحول أو تعاطي المخدرات وقراءة التوجهات والأفكار السياسية المرفوضة والممارسات الجنسية المنحرفة إضافة إلى رد الفعل الصحيح حيال السلوك المختل والجنوح .

أما التسامح الفكري فهو باختصار آداب الحوار والتخاطب وعدم التعصب للأفكار الشخصية والحق في الإبداع والاجتهاد .


التسامح الديني

وهو التعايش بين الأديان بمعنى ممارسة الشعائر الدينية والتخلي عن التعصب الديني والتمييز العنصري .

الخلفية التاريخية لمفهوم التسامح الديني :
استقرت المسيحيـة الأرثوذوكسية منذ 393 م. فما بعد باعتبارها الدين الرسمي للإمبراطورية الرومانية . وبالنتيجة , اعتبرت الردة خيانة وشملت عقوبة التكفير النفي عن البلاد والحرمان من الحقوق الاجتماعية وعدم التدين والخيانة وحتى الموت . وتم في عهد الإمبراطور قسطنطين في بداية القرن الرابع الميلادي الإذعان لفكرة أن الأشخاص أحرار في انتخاب أديانهم . إلا إن القرون التالية أظهرت ملاحقات الإمبراطورية الرومانية المقدسة حقيقة أنها وضعت المسامحة الدينية جانباً .
واتصفت فترة القرون الوسطى بالنزاع الذي كان موجوداً بين القوتين العظميين في تلك الفترة أي القوة الدينية والقوة الدنيوية , بتعبير آخر الكنيسة والمؤسسات غير الدينية , أو ساسردوتيوم ورغنوم أو البابـا والإمبراطور , وباللغة العصرية الخلاف بين الكنيسة والحكومة وكان هذا الموضوع يعتبر أهم مادة للمواضيع السياسية . لكن بعد القرن الرابع عشر أصبح تحرير العبيد , الارتقاء بمستوى الريفيين المرتبطين بالأرض وتحسين مكانتهم الاجتماعية , تهذيب الأخلاق البشرية وبشكل عام إيجاد الظروف والأوضاع التي تبث الروح الحرة لدى الأفراد وتساعد على استيعابها وتفهمها من بين المواضيع السياسية والمثيرة للخلاف والجدل في العصور التالية . وفي الوقت الذي شهدت القرون الوسطى تأسيس وانهيار الإمبراطورية المسيحية و تأسيس وانهيار الإمبراطورية الرومانية المقدسة و تقدم وتقهقر سلطة البابا وتوسع وتقويض الدين والإيمان ، شهد العصر الحديث تأسيس الدول المستبدة ثم الوطنية و تأسيس الأنظمة الملكية للأسر القوية و تقدم الطبقة المتوسطة و الثورة في مجالي الفن والأدب و التغيير الأساسي في أسلوب الحروب نتيجة لانتشار الأسلحة النارية و تقدم العلوم والصناعة وبروز الإنسان الحديث الذي يتصف بالتغيير الأخلاقي والفكري الناشئ من التحديث والإصلاحات الدينية .
بدأت حركة الإصلاح الديني في ألمانيا التي كانت تنقسم في بداية القرن السادس عشر الميلادي إلى نحو 300 دولة استبدادية إقطاعية وتخضع لسلطة إمبراطور واحد .وكانت حركة الإصلاح الديني والتي رافقته الحرب الريفية في الفترة من 1524-1525م. أول نزاع كبير بين القوى العاملة في المجال التجاري مع الإقطاعية في ألمانيا والمرحلة الأولى للحركة الإصلاحية لتلك القوى في أوروبا.
وقد أخرجت حركة الإصلاح الديني الدين من الساحة السياسية وأوجدت الاتحاد القديم بين الدين والأخلاق مرة أخرى . وكانت النزعة الجديدة تستدعي أن يرعى نظام الحكم كافة المذاهب والأديان وأن يقبل المؤمنون ورجال الدين من أتباع الأديان المختلفة العيش بسلام وصفاء إلى جانب بعضهم الآخر وتسهيل ذلك . ولهذا السبب أكد الفيلسوف جان بدن { 1596- 1529} ( أنه على نظام الحكم عدم التدخل في القضايا العقائدية الدينية وذلك لأنه لا يمكن إرغام أحد على قبول عقيدة معينة إلا التي يؤمن بها بنفسه ) . كما ذكر جان ميلتون بأن الحقيقة بحاجة إلى حرية التعبير عن الرأي , وكذلك طلب كل من أوليفر كرامول , جان لاك , وغيرهم من الفلاسفة احترام الحرية الفردية في القضايا الخاصة بالدين والعقيدة واقترحوا أن لا تتدخل الحكومة في مجال الدين والمذهب إلا إذا كان أمنها معرض للخطر . وعلى الرغم من أن أغلب الدول الأوروبية كانت تنفذ خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر الملاحقات الدينية لكنها تخلت عن توجيه الأذى الديني تدريجياً بسبب المماشاة والتنسيق فيما بينها نتيجة للاعتبارات السياسية أو العقائد الفلسفية , وثم تم ترسيخ واستقرار المسامحة الدينية بهذا الشكل أو ذاك .
حل العصر الحديث المشكلة التي كانت موجودة لفترة ألف عام بين الكنيسة ونظام الحكم بشكل خاص . فلم تفصل الميول نحو العلمانية الدين عن السياسة , إنما في الحقيقة وضعت الدين تحت سيطرة نظام الحكم . ورفضت العلمانية نظرية القرون الوسطى حول أن الحكومة ( نظام الحكم ) تمثل الإرادة الإلهية واعتبرت المؤسسات السياسية من صنع الإنسان . ورفض ملوك مثل هنري الثامن في بريطانيا , وفيليب الثاني في إسبانيا , ولوئي الرابع عشر في فرنسا استنتاج الكالفينيستيين الذين قالوا أن سلطة الكنيسة هي أعلى من سلطة نظام الحكم , وأعلنوا بالمقابل إن مكانة سلطة الملك أعلى بكثير من مستوى المرتبطين بالكنيسة على مختلف مستوياتهم . ويصح القول هذا على المفكرين السياسيين ومنهم هوكر , هابز , وغيرهم حيث كانوا يعتقدون بفصل الدين عن السياسة أيضاً , ورفضوا عقيدة المبشرين للمذهب العيسوي ( مثل ماريانا , بلارمين , وسوارز الذين كانوا يعتقدون بأن للكنيسة صفة الألوهية ) وأصروا على إن نظام الحكم ينبع من الإرادة البشرية وتستمد قدرتها من الناس أنفسهم فقط .
أوضحت الرغبة بإرساء نظام الحكم الديمقراطي بالنهاية طبيعة ومطالب السلطة السياسية . وقيل أنه عندما كان الشعب واعي تماماً فإن النظام الملكي المقتدر هو النظام الأفضل , وقاموا بدعمه مبررين ذلك بنظرية الحقوق السماوية للملوك . وبادر الحقوقيون وأعضاء البرلمانات من ذوي الأفكار الثورية والثوريون في المجتمع بالدفاع عن النظام الملكي ليس أمام الثوار الموالين للبابا فحسب إنما أمـام الثـوار الكالفينيين أيضاً وسعوا إلى تبرير استبداد الملك من خلال الزعم من أن الملك هو نائب الله على الأرض في إطار الاستقرار الاجتماعي . تم التخلي عن هذا الأسلوب بعد أن بدأ الناس بالشك بشأن شرعية الواجب السياسي . حيث قال جان لاك إذا انتهك الملك شروط الاتفاقية الاجتماعية فيمكن للناس أن يسحبوا السلطة التي منحوها له , لكن دافع البعض عن السلطة الاستبدادية للملك أيضاً . وتوجه الملوك المستبدين إلى تحكيم السيوف أمام الرغبات الحديثة ولكن عندما عرّض استياء الناس ورفضهم سلطة الملك للخطر تم في بعض الأحيان بعد تنحية وإعدام بعض من القادة المتصلبين في رأيهم فتح أبواب الحكومة النيابية .
فتح تشكيل الحكومات وتأسيس الدول الوطنية التي يقف على رأس السلطة فيها ملوك أقوياء وانهيار السلطة العالمية للبابا من جهة والأباطرة من جهة أخرى المجال أمـام بروز الساحة السياسية الدولية . كما إن حروب الملوك الأقوياء التي اندلعت في سبيل العقائد الدينية أو لتوسيع رقعة أراضي دولهم بهدف الاستفادة من المصادر الطبيعية والاقتصادية أو بهدف استقرار السيطرة على المناطق المكتشفة حديثاً من العالم كشفت الحاجة إلى تدوين الحقوق والاعتبار العالمي . ووضع مفكرون مثل سوارز وغروسيوس وفقاً لهذه الحاجة نظام كبير يعرف اليوم باسم الحقوق الدولية .
وبذلك تغير استيعاب وتفهم القانون و طبيعة و تنوع و ضمان التنفيذ و تصنيف القانون في العصر الحديث . وتم التخلي عن نظريات القرون الوسطى والقانون الإلهي . ووقعت تغييرات وتحولات في الأنظمة الاجتماعية والاقتصادية وبادر بعض المفكرين مثل توماس مور , فرانسيس بيكن , توماسو كامبانلا وجيمز ينغتون برسم الحكومة الفاضلة المتحدة . ثم خلق انهيار النظام الإقطاعي وبناء الرأسمالية على أطلاله البروليتارية أو طبقة العمال , والتي أدت معاناتها الهائلة ومشاكلها العديدة إلى تكوين الأفكار السياسية الاشتراكية . وباختصار , تشمل الفلسفة السياسية للقرن التاسع عشر والعصر الحديث الأفكار العلمانية و القومية والسيادة والديمقراطية و الليبرالية و الاشتراكية والدولية . وبرزت هذه الأفكار المختلفة لهذه الفلسفة بشكل أكثر حداثة حسب مقتضيات الفترة الزمنيـة . فلقد كانت الحكومة النيابية بمثابة ثورة أمام النظام الملكي المطلق , وكانت سياسة العمل الاقتصادي عبارة عن ردود فعل حيال سياسات نظام الوصاية , وكانت التعددية مواجهة للاحتكار والاشتراكية بمثابة دواء للأمراض الاجتماعية الناجمة عن المنافسة الحرة والخصخصة في الاقتصاد . وأعرب الفلاسفة على مختلف الأصعدة الفكرية وعلى أساس النظريات المختلفة وجهات نظرهم حيال قضية المساومة الصحيحة بين طبيعة ومستوى السلطة السياسية والحرية الفردية أو حول الحرية الشخصية والسلطة الحكومية وسعوا إلى حل هذه المشكلة التي تعتبر من أقدم مشاكل الفلسفة السياسية .
وقد طار رأس الملك تشارلز الأول ، وولدت الجمهورية في بريطانيا على يد كرومويل وكان أهم شيء فعله هو شق الطريق إلى ( التسامح الديني ) . والفضل في عمل كرومويل يعود إلى فيلسوف مشهور هو جون لاك الذي ولد بتاريخ 29/8/1632م. والذي هرب إلى هولندة في جو التعصب الديني ويقول عنه المؤرخ ويل ديورانت أنه عندما رجع في ولاية وليم الثالث عام 1689م. إلى بريطانيا كان يناهز الستين وفي سنة واحدة دفع للطباعة ثلاث كتب ، جعلت منه أحد نجوم الفكر في التاريخ . كان الكتاب الأول ( رسالتين عن الحكومة ) والثاني ( رسالة حول التسامح الديني ) الذين نشرا في عام 1689م. وكتاب ( أقوال حـول استيعــاب البشر ) نشر في عام 1690م. ذكر لاك أن كافة الناس من نفس الجوهر ويولدون وهم متساوون أمام المواهب الطبيعية ويتمتعون جميعاً بنفس الإمكانيات والقوى ، والناس عقلاء لأن طبيعتهم تدل على إن غايتهم في داخل أنفسهم . وإن الناس يطلعون على القانون بواسطة العقل فقط ولا يتضمن القانون القيود لكنه مرشد للرجل الحر والذكي والمحافظ للحرية وتنميتها . وبما إن الإنسان يمتلك العقل فإن البشر يتصرفون بدافع التضامن والحب ورقة الأحاسيس والعقل والمنطق ويحترمون حقوق بعضهم الآخر . وقال لاك إن الإنسان ذو طبيعة اجتماعية وراغب في العيش بشكل جماعي وقد كان له هذه المميزات عندما كان يعيش في الوضع الطبيعي ثم شكل الحكومة . ومن أفكاره أيضاً ، يمكن للإنسان في الوضع الذي تتوفر فيه الحرية الكاملة إنجاز ما يريد في الحدود التي عينها القانون الطبيعي وفي وضع المساواة بين الجميع لا يحق لأي كان أن يتمتع بسلطة أكبر من غيره . لأن البشر ولدوا متساوين .
وبحث لاك في بحث له حول التسامح الديني بشكل عقلاني وباستنتاج سليم . وذكر إن مهام الحكومة وسلطتها وصلاحياتها محدودة . وقد تأسست الحكومة للمحافظة على حياة وأموال وحرية الناس وحمايتها . وللمجتمع المدني مهمة مدنية ولا يرغم الإنسان على الاعتقاد بدين خاص أو ينضم لمجموعة دينية معينة . ورأى إن الكنيسة هي منظمة طوعية عملها نجاة النفس الإنسانية ولا يحق لها وبدعم من الحكومة العمل على التبشير وتشجيع الناس على الانتماء إليها أو أن تعاقب الناس بتهمة انتهاك قرارات الكنيسة . وإن اللجوء إلى القوة من أجل فرض مذهب أو دين واحد على المجتمع يعارض الأخلاقية المسيحية . وإن حرية العقيدة للناس ليس حق يمكن التنازل عنه بسهولة وقد يبادر المسئولون السياسيون باللجوء إلى القوة الظاهرية لأن الدين موضع إيمان ينبع من داخل الإنسان وهو خارج سلطة المسئولين السياسيين للمجتمع . وكانت مطالبات لاك بشأن التسامح الديني قائمة على التشجيع وقد حقق نتيجة مطلوبة في هذا المجال . وكان يعتقد بالحرية الدينية وقد كانت نزعته في هذه الفترة ليبرالية وتعتبر وجهة نظره بشأن التسامح الديني في العصر الذي عاش فيه والذي كان يعاني من الخلافات الدينية خطوة تقدمية. وكانت نظريات لاك مهمة ، فقد كانت آثارها كبيرة على القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلادي التي تعرف بالقرون الثورية . وغالباً ما تم وصف لاك بأنــه ( فيلسوف أمريكي ) لأن نظريته لعبت دوراً مهماً في بروز الثورة الأمريكية وفي وضع المبادئ الأساسية للحكومة الأمريكية . وحسب أقوال ساباين فإن مصداقية لاك ومعتقداته الأخلاقية الراسخة والعميقة واعتقاده الحقيقي بالحرية وحقوق الإنسان والمكانة الطبيعية للبشر التي يرافقها الاعتدال والمشاعر الطيبة له جعل منه الناطق المثالي لثورة الطبقة المتوسطة (1) وكانت وجهة النظر الفلسفية للاك مظهراً لإيديولوجية عصر الثورة البريطانية الكبيرة لعام 1688م.والتي انتهـت بالتسوية بين الرأسمالية والإقطاعية وأثرت أفكار لاك في تفجير الثورة الفرنسية و( إعلان حقوق الإنسان ) بل وإلى أمريكا الجنوبية فقد تأثر سيمون بوليفار بفكره وحرر خمس دول من الاستعمار الإسباني وهي كولومبيا و فنزويلا والإكوادور وبوليفيا وبيرو بين عامي 1819م. و1825م. وهكذا ترك لاك آثاره على جو التنوير والتسامح الديني في أوروبا .
إن أكبر نكبة تحيق بالفكر هي التشدد لأنه يعمل ضد قوانين الطبيعة التي تقوم على التوازن . ويقوم الكون على التوازن . وخير حالة تعيشها النفس هي الصحة النفسية بتوازن الغرائز والعواطف . ومن هذه المعاني وصل الفلاسفة إلى شيء سموه الوسط الذهبي . وكل فضيلة بتعبير أرسطو هي ( وسط بين رذيلتين ) ، فالشجاعة هي وسط بين الخوف والتهور . والكرم هي ما بين البخل والإسراف . ومبدأ الثنائية خطأ فليست الأمور أسود وأبيض .
ولا يخرج ( التدين ) عن هذا القانون . ولذا فإن التشدد هو ضد قوانين الحياة وهو يدمر نفسه ومن حوله . والفكر الإسلامي المعاصر ابتلى بهذه الوباء فهو ينتشر ويضرب الأدمغة مثل الحمى السحائية ، بينما التدين يشبه الملح والهورمونات في البدن ، فمن دون الملح في الطعام يفقد كل نكهة . ومن دون التدين تنقلب الحياة إلى آلة لا معنى لها . وبقدر حاجة البدن الضرورية للملح بقدر تسممه إذا زادت الجرعة ، ولكن قبضة من ملح في الطعام تجعل النفس تعافه . فهذه هي جدلية التدين والتعصب . إذا أخذ التدين المناسبة وامتزج بالوعي أعطى الحياة معنى ونشر الرحمة والمحبة . وإذا زادت الجرعة انقلب الوعي إلى تعصب والحياة إلى جحيم لا يطاق ، وظهر للسطح تدين ضد الحياة والدين . أما ظاهرة التكفير فإنها تعني إن طرفاً يحكم على طرف آخر منافس إنه حرم من رحمة الله . وهي تأتي من خلال وهم مفاده أن صاحبه يملك الحقيقة النهائية المطلقة . وتقود إلى كارثتين :
1- الانغلاق على النفس وصاحبه لا يستمع إلى أية نصيحة أو تطور أو مراجعة.
2- بناء طريق أحادي ، فطالما احتكر طرف الحقيقة فإن الطرف المقابل ليس أمامه إلى أن ينصت لهذا الوحي الذي يتدفق على ألسنة كائنات أرضية من بشر مختارين لا يخالطهم النقص أو يقترب منهم الخطأ .
وظاهرة التكفير وعدم التسامح مع الآخر وإغلاق باب الحوار والاضطهاد والإكراه والنفي من الأرض والقتل والتهجير الجماعي تكررت عند كل الأمم . فالخوارج قديماً والصهاينة والكنيسة المتعصبة والنازيين والفاشيين وجماعات التكفير المعاصرة تغرف من نفس النبع ، أي اعتبار الآخر مارقاً . وكلها في النهاية تتحجر وتخسر الرهان في التحدي التاريخي .

التسامح الديني في الإسلام :
نتطرق في هذا المبحث إلى نقطتَيْن تبدوان كافيتين لإعطاء فكرة عن مضمون العنوان أولاهما، قيم التسامح الديني وأثرها في التعايش، وثانيهما، موقف الأديان من هذا التسامح.

أولاً: قيم التسامح الديني
1) قيمة التسامح في كونه ضرورة وجودية:
إن ما يجب تسليط الضوء عليه هو أن أهمية التسامح الديني تتمثّل في كونه ذا بُعد وُجودي، أي أنه ضروري ضرورة الوجود نفسه. ولتوضيح ذلك يمكن الإشارة إلى أن سُنّة الوجود قد اقتضت أن يكون وجود الناس على الأرض في شكل تجمّعات بشرية، وهي وإن اتّفقت في ما يجمع بينها من وحدة الأصل والحاجة إلى التجمّع والحرص على البقاء والرغبة في التّمكّن من مقوّمات الحياة والسّعي في إقامة التمدّن والعمران والرغبة في التقدّم فإنها قد تباينت في ما تتفرّد به كل مجموعة من خصوصية عرقية ودينية وبيئية وثقافية. وقد صرّح القرآن بهذه الحقيقة الوجودية فقال: { يا أيها الناس إنّا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا }(1).
لقد أكدت الآية ما كان قد توصَّل إليه الحكماء والفلاسفة من قَبل وأثبته الواقع التاريخي المُشَاهد من أن الإنسان مَدني بطبعه، بمعنى أنه لا تتحقّق حياته ولا ينبني كيانه ولا تكتمل ذاته ولا يكتسب ما تصبو إليه قدراته إلاّ داخل وسط اجتماعي متشابك فيه الخير والشر، وفيه الحب والبغض ، وفيه التجانس والتنافر، وفيه الأنا والأنا الآخر.
فالإنسان ابن بيئته، فهي التي تنشئه وتكونه وتلونه، وهي التي توفر له ما تملك مما يفي بحاجاته الأساسية، كما أنها هي التي تَكفيه مع ما تقدّس من شعائر وتطبعه بما تقدر من عادات، وهي التي تأقلمه بشكل يجعل ما هو من متعلقات ذاتيته يتناسق مع روحها العامة وينسجم مع ما لديها من غاية مشتركة.
من ذلك، نتبيّن أن التنوّع بين الناس أفراداً وجماعات ليس انحرافاً ولا شذوذاً ، بل نابع من طبيعتهم البشرية ومن أصل خلقتهم الآدمية، فهو ظاهرة ضرورية اقتضتها الفطرة الإنسانية واستلزمتها النشأة الاجتماعية.
إنه تنوّع في الطبائع والأمزجة والمواهب والميول والمؤهلات والطموحات. وإنه تنوّع في أنماط الممارسات العقائدية وتباين في الطقوس والشعائر وتغاير في التجلّيات السلوكية وتمايز في المنطلقات الفكرية. وإنه تنوّع إيجابي فيه ثراء وخصوبة وتزاوج ، يحفّز على الاضطلاع بالمسؤوليات الثّقال، ويدفع إلى جعل الوفاء بالحاجات النفسية والعقلية والوجدانية والاجتماعية والحضارية واقعاً مرئياً وخياراً متاحاً أمام القدرات والكفاءات.
وقد ألمح القرآن الكريم إلى ضرورة هذا الاختلاف ، وإلى حتمية وجوده حتى يتمكّن كل فرد وكل مجتمع من العيش حسب ما لديه من إرادة وحرية واختيار وبالطريقة التي يهواها ويرتضيها { ولو شاء ربّك لجعل الناس أُمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين }(2).
وهكذا نلاحَظ، أن الغاية من اختلاف الناس إلى شعوب وقبائل وتنوعهم إلى ثقافات ومَدَنيات إنما هو التعارف لا التَّناكر، والتعايش لا الاقتِتَال، والتعاون لا التَّطاحن، والتكامل لا التعارض، وبات واضحاً أن أهمية التسامح الديني تتمثّل في كونه ضرورياً ضرورة الوجود نفسه.

2) قيمة التسامح الديني تتمثّل في كونه يقتضي الاحترام المتبادل:
مما تقدّم، نتبيّن أن قيمة التسامح الديني تتمثّل في كونه يُقرّ الاختلاف ويقبل التنوّع ويعترف بالتغاير ويحترم ما يميز الأفراد من معطيات نفسية ووجدانية وعقلية ، ويقدر ما يختص به كل شعب من مكونات ثقافية امتزج فيها قديم ماضيه بجديد حاضره ورؤية مستقبله، هي سبب وجوده وسرّ بقائه وعنوان هويته ومَبعث اعتزازه.

3) قيمة التسامح الديني تتمثّل في كونه يقتضي المساواة في الحقوق:
من الواضح أن قيمة التسامح الديني تتمثّل في كونه يقتضي التسليم المطلق – إعتقاداً وسلوكاً وممارسة – بأنه إذا كان لهؤلاء وجود فلأولئك وجود، وإذا كان لهؤلاء دين له حُرمته فلأولئك دين له الحُرمة نفسها، وإذا كان لهؤلاء خُصوصية ثقافية لا ترضى الانتهاك فلأولئك خُصوصية ثقافية لا تقبل الـمَسّ أبداً.

4) قيمة التسامح الديني تتمثّل في كونه إرهاصاً لإقامة مجتمع مَدني:
من الجَلِي أن التسامح الديني يُعدّ أرضية أساسية لبناء المجتمع المدني وإرساء قواعده، فالتعدّدية والديموقراطية وحرية المعتقد وقبول الاختلاف في الرأي والفكر وثقافة الإنسان وتقدير المواثيق الوطنية واحترام سيادة القانون، خيارات استراتيجية وقيم إنسانية ناجزة لا تقبل التراجع ولا التفريط ولا المساومة، فالتسامح – إذن – عامل فاعل في بناء المجتمع المدني، ومشجّع على تفعيل قواعده.
وهكذا، نستخلص أن التسامح يستوجب الاحترام المتبادل، ويستلزم التقدير المشترك، ويدعو إلى أن تتعارف الشعوب لتتقارب، ويفرض التعامل في نطاق الدائرة الموضوعية من دون المسَاس بدائرة الخصوصية من غير إثارة لحساسيتها، وانتهاك لحُرمة ذاتيتها، وهي دائرة تبادل المعارف والمنافع والمصالح المشتركة الفاعلة التي يعود مردودها بالخير على الجميع.

ثانياً: موقف الأديان من التسامح الديني
من البديهي أن الأديان بحكم إنتمائها إلى السماء، فإنها لا تأمر إلاّ بالخير والحق والصلاح ولا تدعو إلاّ بالبِرّ والحب والرحمة والإحسان، ولا توصي إلاّ بالأمن والسلم والسلام، وما كانت يوماً في حدِّ ذاتها عائقاً أمام التبادل الفكري والثقافي ولا أمام التعايش والتعارف والحوار، وإنما العائق يكمن في الذين يتوهّمون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة ويستغلّون الأديان في أقدار الناس ومصائرهم، تلك المهمة التي أبَى الله تعالى أن يمنحها لأنبيائه الأخيار.

لتسامح في نظر الإسلام


إن الإسلام من جهته يعترف بوجود الغير المخالف فرداً كان أو جماعة ويعترف بشرعية ما لهذا الغير من وجهة نظر ذاتية في الاعتقاد والتصوّر والممارسة تخالف ما يرتـئيه شكلاً ومضموناً. ويكفي أن نعلم أن القرآن الكريم قد سمّى الشِّرك ديناً على الرغم من وضوح بطلانه، لا لشيء إلاّ لأنه في وجدان معتنقيه دين (3).
ومن هنا، فإن جريمة المشركين لم تكن في إعراضهم عن الإسلام، وإنما في كونهم رفضوا أن يعيش دين جديد بجوار دينهم، فقرّروا مَحْقَه واستئصاله من الوجود.
هذا وقد أوصَل بعضهم الآيات الواردة في شأن احترام الأديان الأخرى واحترام خصوصيتها واتباعها إلى أكثر من مائة آية موزّعة في ست وثلاثين سورة.
ولم يكتف القرآن بتشريع حرية التديّن، بل نجده قد وضع جملة من الآداب، فقد دعا المسلمين إلى أن يكونوا لغيرهم موضع حفاوة ومودّة وبِر وإحسان. قال تعالى: { لا ينهاكم اللهُ عن الذين لم يُقاتلُوكم في الدين ولم يُخرجوكم من دياركم أن تبرُّهم وتُقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين }(4).
وإتساقاً مع تلك الدعوة إلى حُسن التعامل، نرى القرآن يحذّر أتباعه ويَنهاهم عن سَبّ المشركين وشتم عقائدهم، { ولا تسبّوا الذين يدعون من دون الله فيسبّوا الله عَدْواً بغير علم }(5). يشير مضمون الآية إلى كونها تلقين مستمر المدى حيث أوجب الله تعالى في كل زمان ومكان الالتزام بهذا الأدب وعدم شتم غيرهم وعقائدهم (6).
والواقع أن المرء إذا نظر إلى تلك المبادئ المتعلقة بموضوع حرية التديّن التي أَقَرَّها القرآن بموضوعية، لا يسعه إلاّ الاعتراف بأنها فعلاً مبادئ التسامح الديني في أعمق معانيه وأروع صوره وأبعد قِيمه.

الاستنتاج:
وهكذا بات واضحاً أن التسامح الديني مطلب إنساني نبيل دَعَت إليه الأديان كافة دون استثناء، وكيف لا تدعو إليه وقد أرادته الحكمة الإلهية واقتضته الفِطرة الإنسانية واستوجبته النشأة الاجتماعية وفرضته المجتمعات المدنية وتُحتّمه ثقافة العولمة وما تحتاج إليه من قِيَم حضارية ومَدنية نبيلة. والمهم أيضاً، أن الإشكال ليس في الأديان ذاتها وإنما هو كامن في عُقم إفهام بعض القائمين عليها ولا زالت المفارقات بين المبادئ والممارسات الواقعة هنا وهناك لا تُحصى. إن التسامح الديني يتطلّب الاحترام المتبادل ويقتضي التخلّي عن الأساليب الإقصَائية.إن الأقوال من قبيل.. الحروب المقدسة والحروب الصليبية، نحن وحدنا على طريق الحق والخير، وغيرنا شرير وفاسد، كافر، ملحد، لائكي، عَلماني.. وغيرها، لغة لا يستسيغها التعامل المدني المعاصر، ومع ذلك قد استعملت حتى من قِبَل البعض اللذين نعدّهم حضاريين. إن التعددية والاختلاف ليست مَدعاة لليأس والاحباط بقدر ما هي حافز قوي يدعو قوى الخير في العالم إلى تفعيل قواعد المجتمع المدني حتى يكون لها موقع من العولمة ثابتاً ومَكيناً. ثم إن العولمة لا تكون إرهاصاً لمستقبل أكثر اطمئناناً وأشد تضامناً إلاّ ببلورة القيم الكونية وتفعيلها واتخاذها المُنطلق المرجع. ولا يتيسّر هذا إلاّ بتضامن مبادئ الأديان النبيلة، وتعاون جهود الثقافات الواعية القادرة على خلق فكر حضاري يتوارى – أمامه مذموماً، مدحوراً – كل خطاب يُشوّه المقدّس، ويغتال العقل ويُصادر الحرية ويجذب إلى الخلف ويتنكّر للحداثة ويحاول عبثاً أن يلفت التاريخ إلى الوراء. إن الحرص على خلق عالم جديد خال من حقد العنصرية العرقية، وبغضاء التطاحن الديني هدف كوني نبيل يتطلّب مبادرات جادة وفاعلة.يبقى أن القِيم الكونية تحتاج إلى تضامن نضال دؤوب، وبرغم ما يُعيقه من صراع كريه تطفح تداعياته البشعة على سطح الساحة العالمية، فإنه ليس بعزيز ولا مستحيل على المؤسسات التربوية والثقافية والعلمية والجمعيات الحكومية وغير الحكومية في العالم إذا تَاَنْسَنَت أهدافها واتّفقت منطلقاتها وتكاتفت جهودها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://arba.forumalgerie.net
 
~| بحثــــ... | حول التسامح ~ للسنة الأولى ثانوي .
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
شبكة نبراس الجزائر :: القسم التعلميمي لجميع المستويات في الجزائر :: مساعدوا التربية ونقاش المدارس :: التعليم الثانوي :: السنة الأولى ثانوي :: أدب عـــــــــــربي-
انتقل الى: